الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

الفوتوغرافي صفاء ذياب..الفقدان موت مؤجل

الفوتوغرافي صفاء ذياب







الفقدان موت مؤجل
يذهب مؤلفو أهم الكتب الصادرة في القرن الماضي عن "الفوتوغراف"، إلى أن الصورة الفوتوغرافية هي: "سليلة الحنين" (ريجيه دوبريه ،حياة الصورة وموتها، ص39)، و"الموت جوهرها" (رولان بارت، الغرفة المضيئة، ص19)، وانها "تذكار موت" (سوزان سونتاغ، حول الفوتوغراف،ص24)، اي انهم في النهاية يتفقون ان جوهر الفوتوغراف هو بعث لأجداث ذكرى ميتة، وهو ما اجده جوهرا للتجربة الفوتوغرافية للشاعر الفوتوغرافي صفاء ذياب، فقد كانت صوره الفوتوغرافية نظرة الم بفقدان شيء ما: فقدان (موت) الطفولة عندما تنقضي في ظل الحرمان والفاقة، اطفال في اتعس انماط طفولتهم، ابواب في اخر لحظات حياتها كبقايا أبواب وبيوتا متهالكة تنتظر موتها .. وحيوات فقدت القها وهي تنقضي تعاسة والما..


الأحد، 2 أكتوبر 2016



(inspiration of walaa belal)
المعرض الشخصي للرسامة ولاء بلال في قاعة (لمسات) في القاهرة


التـوالد الابـدي للصــور



                                                                                                               









خالد خضير الصالحي
اقامت الرسامة المصرية ولاء بلال (الاسكندرية) معرضها الشخصي (inspiration of walaa belal) الذي اعتبرت ولاء بلال الرسمَ فيه ليس الا خيالات واحلاما وايحاءات، وضم المعرض، الذي اقيم في قاعة (لمسات) في القاهرة، نتاجاتها الاخيرة على (تنوعاتها الشكلية) و(وحدتها البنيوية)، فقد كان هذا المعرض نقطة تحول، ونقطة افتراق بين اسلوبين للرسم: اسلوب تشكل فيه الصورة الفوتوغرافية العنصر البنائي الاساس، ويشكل تراكبُ الصور فوق بعضها جوهرَ اعمالها، واسلوب اخر يبدو من النظرة السطحية مناقضا للأول لأنه يوظف البنية التوليدية الزخرفية، حيث تنبثق البراعم بعضها من بعض وبشكل مستمر وابدي ولا يمكن ان توقفه حدود ونهايات كما هي لانهائية الزمان والمكان..
لقد اسميتُ اعمال ولاء بلال (تمثيلية) كونها تعتمد اشكال الطبيعة، واشكال الموجودات، وحدة بنائية لها، وهي صور فوتوغرافية بالاسود والابيض لمدينتها الاسكندرية تراكب بعضها بعضا، من اجل توليد ذات الالية التي تنتجها الطبيعة الزخرفية التي تتاسس على توليد الخلايا الزخرفية باضطراد ابدي لا يتوقف الا بانهاء الوجود الزخرفي الذي لا يمكن ايقافه، وبذلك تقوم ولاء بلال بتحويل طبيعة هذه الصور من كونها وثيقة تاريخية او اركولوجية الى واقعة مادية (شكلية) لا ترتبط بالتمثيل الا بشكل طفيف، وبذلك ينتقل مركز ثقل الطاقة التعبيرية نحو توليد السطوح، او توليد المؤثرات التقنية، او توليد (الجوهر) الزخرفي الذي هو وجود قائم على توليد بنى زخرفية لا نهائية تكون نتيجتها النهائية التوليد المستمر والمتعاقب للبراعم الزخرفية التي تفتح بدورها احتمالات جديدة للتبرعم المستمر، برعما عن برعم بشكل لا يمكن ان يتوقف مطلقا، لانه وجود  قائم على انتاج الصور التي تماثل انتاج هوامش المخطوطات وهوامش الهوامش فيها، هوامش تنتج نصوصا، ونصوصا تنتج هوامش..
لقد اتيحت لي فرصة متابعة المنجز التشكيلي السابق للرسامة ولاء بلال، وهو منجز كان يعتمد التمثيل لا بهدف انتاج سرديات نثرية مؤسسة على ذلك التمثيل باعتباره واقعة تاريخية او اركولوجية، فقد كانت ولاء بلال تهدف الى استخلاص الطاقة التعبيرية للواقعة باعتبارها واقعة اسثطيقية (جمالية) منتجة بفعل توليد واعادة توليد اشكال دالة ذات وجود (زخرفي) متوالد ابدا... فتحولت تجربتها بمرور الوقت من توليد الصور التمثيلية بعضها من بعض الى توليد الزخارف بطريقة مشابهة لتتحول اللوحة عندها من تجربة لتواشج السرديات التي يولدها تعاقب الصور فوق بعضها بفعل تتابعها الزماني والمكاني الى نمط اخر من التتابعات الشكلية التي تخلقها التوالدات الزخرفية التي انتهت اليها او ستنتهي اليها تجربة ولاء بلال بفعل توجهاتها التصميمية الانيقة..
لقد وصفت مرة تجربة قد تكون مختلفة عن تجربة ولاء بلال ولكني ارى وجود قاسم مشترك بينهما، انها تجربة ارسامة الجورجية روسودان خيزانيشفيلي التي كانت رؤيتها لجوهر العمل الفني موضع اختبار عملي، عندما لم تشكل المشخصات المستلة من الواقع ومن الحكايات الشعبية التي تشكل سردياتها ليس اكثر من هامش على جوهر اللوحة الماديوظائف سردية تضعف التجربة وقد تسلب اللوحة قوتها التعبيرية وسرّيّة بنائها الداخلي .. فقد نجحت روسودان خيزانيشفيلي بجعل المشخصات صلة بصرية مع الواقع، او ربما حيلة، او مناسبة للرسم، او سمها ما شئت؛ فمن خلال مشخّصات كانت تحاول مقاومة ذوبانها التجريدي لتكتفي في النهاية بأن تتراءى مشخصاتها شبحا بين طبقات الألوان المتراكبة؛ فظلّ شكلها المشخّص كامنا في اشد الأعمال تجريدية، وبقي المتلقي يشعر بروح المشخصات كامنة في اشد الأعمال تجريدا في تجربة هذه الرسامة الشابة التي شاركت قبل مدة، وضمن العديد من الرسامين، في سمنار أقيم في مصر وشارك فيه من العراق الرسام هاشم حنون المقيم في كندا، بينما كانت ولاء بلال تعامل مشخصات (معالم) مدينتها الاسكندرية ذات المعاملة فلم تشكل تلك الصور الفوتوغرافية الا مولدا للصور ومناسبة للرسم دونما سرديات تهيمن على التجربة وتحولها الى تواصل نثري..