نحت واقعي جدا..
بأحجام مخيفة
بأحجام مخيفة
خالــــد خضيـــــــر الصـــالحـي
khkhiraq@yahoo.com
عمل الفنان الواقعي الفوتوغرافي رون مويك Ron Mueck ، المولود في ملبورن في استراليا عام 1958، والقاطن في المملكة المتحدة ، على برامج الأطفال التلفزيونية خمسة عشر عاما، قبل العمل في التقنيات الفيلمية للدمى الالكترونية، فوصل إلى استنتاج بأنّ التصوير الفوتوغرافي يحطّم الحضور الطبيعي للجسم الأصلي؛ فاتّجه إلى الفنون الجميلة والنحت؛ فكان في أوائل التسعينيات، مشغولا في كيفية جعل الشيء واقعيا بطريقة ملموسة؛ فلم يقتنع بمادة يمكن ان تفي بذلك الهدف، فلم يقتنع بالمطّاط لأنه أراد مادة أدق وأصلب، فاهتدى إلى مادة لطيفة وردية هي الراتنج او الألياف الزجاجية الذي جعله برونزه ورخامه منذ ذلك الوقت.
كان النحات رون مويك يحاول ان ياسر الروح من خلال إشعال ذلك اللهب الداخلي في أنفسنا من خلال نحته المدهش للجلد المشغول بإتقان والمشوّه والمخيف، ومن خلال الأحجام العملاقة، فان التألق التقني الشاذ الذي تحققه المقاييس العملاقة المذهلة قادرة على اسر المتلقي، فعلى سبيل المثال، كان الحجم الهائل 4.5 مترا للولد الجالس القرفصاء,ومقياس ثلاثة امتار لرجل عارطويل , ومقياس عشرين قدما لمولود حديث الولادة، كاف لتحقيق قدر ضخم من الادهاش، وهو براينا نحت واقعي جدا، وحيّ جدا، وان تحدّي المتلقي بالمقاييس الشاذة قد خلق "مجابهة نفسية للمشاهد ألذي يعرف ويستوعب حقيقتين متناقضتين"…فمن خلال بضع سنوات من الآن سيكون من العدالة القول بأن مويك أحد الفنانين المعاصرين البارزين اليوم.
ان صناعة سلسلة من النماذج الطينية الصغيرة تمكّن النحات من ان يقرّر على وضع المقياس المناسب لكل منحوتة من خلال سلسلة من الرسوم بحجوم مختلفة تمكّنه من اتخاذ ذلك القرار المناسب، ان هذه الماكيتات (=المصغرات) تتضمّن تفاصيل دقيقة من قوام الجلد والتعبير وهي منجزة من مادة السليكون بينما تصنع النماذج الضخمة من الألياف الزجاجية، فان رون مويك يكمل عمله بدقة شديدة حينما يقوم بإكمال أدق التفاصيل (باليد) مثل العروق ودرجة لون الجلد مما يعيد مخلوقاته إلى الحياة، من خلال قدرته على انجاز درجة عالية جدا من الواقعية . .
ان المعرض المنفرد الأخير لأعمال النحّات رون مويك يصور الإحساس الحيّ جدا في مواضيعه، فقد تضمّن خمسة أعمال جديدة رئيسية كلّفت من قبل مؤسسة كارتر، وقد عرضت للجمهور المتحمس الذي كان يربو على 75000 زائر، وقد تم جلب إعمال استعيرت من المجموعات الأمريكية الشمالية التي أضيفت إلى معرض بروكلن قبل أن يسافر المعرض إلى المعرض الوطني لكندا في أوتاوا، فقد تضمّن المعرض: منحوتة الرجل الطائش (2005) تمثل نحتا من بقياس تسعة أقدام لرجل ملتحّ عار يمسك المقعد وهو جالس عليه.
خلال أعماله المفصّلة، التي دائما تكون أمّا أصغر من بالحجم الحقيقي أو اكبر منه، يستكشف مويك العلاقة الغامضة للحقيقة من خلال النحت بمادة الألياف الزجاجية إلا انه اشتغل مؤخرا بمادة السليكون التي كانت أكثر مرونة وتسمح، بسهولة أعظم، في تشكيل أعضاء الجسم وزرع الشعر الصناعي.
khkhiraq@yahoo.com
عمل الفنان الواقعي الفوتوغرافي رون مويك Ron Mueck ، المولود في ملبورن في استراليا عام 1958، والقاطن في المملكة المتحدة ، على برامج الأطفال التلفزيونية خمسة عشر عاما، قبل العمل في التقنيات الفيلمية للدمى الالكترونية، فوصل إلى استنتاج بأنّ التصوير الفوتوغرافي يحطّم الحضور الطبيعي للجسم الأصلي؛ فاتّجه إلى الفنون الجميلة والنحت؛ فكان في أوائل التسعينيات، مشغولا في كيفية جعل الشيء واقعيا بطريقة ملموسة؛ فلم يقتنع بمادة يمكن ان تفي بذلك الهدف، فلم يقتنع بالمطّاط لأنه أراد مادة أدق وأصلب، فاهتدى إلى مادة لطيفة وردية هي الراتنج او الألياف الزجاجية الذي جعله برونزه ورخامه منذ ذلك الوقت.
كان النحات رون مويك يحاول ان ياسر الروح من خلال إشعال ذلك اللهب الداخلي في أنفسنا من خلال نحته المدهش للجلد المشغول بإتقان والمشوّه والمخيف، ومن خلال الأحجام العملاقة، فان التألق التقني الشاذ الذي تحققه المقاييس العملاقة المذهلة قادرة على اسر المتلقي، فعلى سبيل المثال، كان الحجم الهائل 4.5 مترا للولد الجالس القرفصاء,ومقياس ثلاثة امتار لرجل عارطويل , ومقياس عشرين قدما لمولود حديث الولادة، كاف لتحقيق قدر ضخم من الادهاش، وهو براينا نحت واقعي جدا، وحيّ جدا، وان تحدّي المتلقي بالمقاييس الشاذة قد خلق "مجابهة نفسية للمشاهد ألذي يعرف ويستوعب حقيقتين متناقضتين"…فمن خلال بضع سنوات من الآن سيكون من العدالة القول بأن مويك أحد الفنانين المعاصرين البارزين اليوم.
ان صناعة سلسلة من النماذج الطينية الصغيرة تمكّن النحات من ان يقرّر على وضع المقياس المناسب لكل منحوتة من خلال سلسلة من الرسوم بحجوم مختلفة تمكّنه من اتخاذ ذلك القرار المناسب، ان هذه الماكيتات (=المصغرات) تتضمّن تفاصيل دقيقة من قوام الجلد والتعبير وهي منجزة من مادة السليكون بينما تصنع النماذج الضخمة من الألياف الزجاجية، فان رون مويك يكمل عمله بدقة شديدة حينما يقوم بإكمال أدق التفاصيل (باليد) مثل العروق ودرجة لون الجلد مما يعيد مخلوقاته إلى الحياة، من خلال قدرته على انجاز درجة عالية جدا من الواقعية . .
ان المعرض المنفرد الأخير لأعمال النحّات رون مويك يصور الإحساس الحيّ جدا في مواضيعه، فقد تضمّن خمسة أعمال جديدة رئيسية كلّفت من قبل مؤسسة كارتر، وقد عرضت للجمهور المتحمس الذي كان يربو على 75000 زائر، وقد تم جلب إعمال استعيرت من المجموعات الأمريكية الشمالية التي أضيفت إلى معرض بروكلن قبل أن يسافر المعرض إلى المعرض الوطني لكندا في أوتاوا، فقد تضمّن المعرض: منحوتة الرجل الطائش (2005) تمثل نحتا من بقياس تسعة أقدام لرجل ملتحّ عار يمسك المقعد وهو جالس عليه.
خلال أعماله المفصّلة، التي دائما تكون أمّا أصغر من بالحجم الحقيقي أو اكبر منه، يستكشف مويك العلاقة الغامضة للحقيقة من خلال النحت بمادة الألياف الزجاجية إلا انه اشتغل مؤخرا بمادة السليكون التي كانت أكثر مرونة وتسمح، بسهولة أعظم، في تشكيل أعضاء الجسم وزرع الشعر الصناعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق