السبت، 20 فبراير 2016

ستبقى أخي شاكر رزيج حيا في ذاكرتي
حين نعى اتحاد الشطرنج العراقي الشطرنجي والكاتب والرسام العراقي شاكر رزيج، أحسست ان كل قناعاتنا (الراسخة) بالحياة هي محض وهم ليس إلا، وان القوانين المجحفة للموت لا تدع مجالا للشك بأنها ليست عادلة تماما فهي تطال، دونما مبررات، و حتى دونما مقدمات ، من لا يستحق الموت ، فقد كانت حساباتي ان (أبا صفاء)، الدافق بالحياة، بعيد إلى درجة كافية او مأمونة من الموت، فهو مازال ينتج الثقافة ويتواصل بالكتابة ويتابع نتاجات أدباء على مساحة مكانية وزمانية واسعة، (وبذلك) فقد كان عندي بعيدا عن الموت مسافة ، فذلك الدفق والفعالية كانت برأيي حصانة كافية له ضد أحكام الموت الجائرة.
فقد كان ذا مواهب متعددة رغم تقدمه بالعمر: فقد كان شطرنجيا متعدد الاهتمامات، ورساما ذا أسلوب متفرد، وكاتبا يتابع آخر نتاجات الأدباء والقصاصين والرسامين، ويكتب عنها في الصحف العراقية والمواقع الالكترونية، فكان في ذلك ذا أسلوب نقدي يتابع دقائق نتاجات المبدعين بمسؤولية وحرص، وكان يدافع عن كتاباته وعن مسؤوليته في الحفاظ على مستوى لائق يحفظ الكتابة من الهبوط او التعالي على المتلقي.
كان دائما يؤملني انه سيرتب أمر استضافتي لألقي محاضرة عن الفن التشكيلي في السماوة وكنت امني النفس في ذلك ولكن لم يدر في فكري انه سيدعوني بهذه العجالة لأحضر وداعه الأخير واكتب (آخر) الكلمات عنه، وهي كلمات بدت شحيحة هذه اللحظة من هول صدمتي بوفاته.
تذكر أخي شاكر إننا كنا متحيرين من منا سيكتب نعي الآخر واني أراك الآن تنصلت من ذلك وألقيت ذلك على كاهلي، وأنا لا أجد نفسي كفوا لذلك؛ وكما كتب ماركيز حينما صار قريبا من الموت “البشر مخطئون لو ظنوا أنهم يتوقفون عن الحب عندما يتقدمون في السن، في حين أنهم في الحقيقة لا يتقدمون في السن إلا عندما يتوقفون عن الحب” اثبت أخي شاكران البشر لا يتوقفون عن الكتابة حينما يموتون فهذه نصوصك ستبقى تقول ما أردت لها ان تقول، اثبت ان الناس يموتون فقط عندما يتوقفون عن الكتابة وهم أحياء…
آه يا شاكر….
“لو كنت أعرف أن هذه هي المرة الأخيرة التي أراك فيها تخرج من الباب لكنت احتضنتك ، وقبلتك ، ثم كنت أناديك لكي احتضنك وأقبلك مرة أخرى.
لو كنت أعرف أن هذه هي آخر مرة أسمع فيها صوتك لكنت سجلت كل كلمة من كلماتك لكي أعيد سماعها إلى الأبد .
لو كنت أعرف أن هذه هي آخر اللحظات التي أراك فيها لقلت لك ‘أنني أحبك’ دون أن أفترض بغباء أنك تعرف هذا فعلاً ..”
لكنك ستبقى أخي شاكر رزيج حيا في ذاكرتي،
ويقينا ستبقى كذلك في أذهان الكثيرين من محبيك،
ستبقى حيا في ذاكرتي ما حييت…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق